أقبلَ عامٌ جديد

المُعجزة

كل عام وأنا أقوى، قبل أن يُهنئني الآخرون فـتهنئتي لـنفسي هي الأولى، ولعل القوة شيء مُقدس بالنسبة لي فأنا أجد بل ألمُس صِدق ذلك.. إذ كُل يوم يمضي أجدُني فيه أقوى، ليس مُقارنةً مع شخصٍ آخر بل مع نفسي في الأمس، نفسي قبل ثانية.

ها قد أنتهَى عامٌ جديد، لن أكتُب عامًا آخر وأنما جديد لأنني في حالة تجدُد دائمة، أكتُب هذه الرسالة إلى نفسي أولًا وإلى القارئ ثانيًا، في ديسمبر حيث ختام العام ببداية جديدة، وقرارات فريدة، تجارب سـتُدون وإنجازاتٌ سـتُذكر، أكتُب في ديسمبر تهنئتي إلى نفسي بـمُناسبة عامي الجديد والذي سيكون تحت عنوان”المُعجزة”لأنني لمستُ صدق ذلك هذا العام، أنا لا أتذكر كل شيء حرفيًا إذ لم أقم بتدوين كل شيء في الجورنال الخاص بي لأسباب مُختلفة، لكن لآتي لـكُل  الأمور التي جعلتني مُعجزة.

بادئ الأمر، تخلصت من علاقات سامة كُثر، ولأكتب بأنني ممتنة لـدخولي هذا العام وحدي، دون أي علاقة، فقد وجدتُ أماني وسعادتي عند عُزلتي عن كُل الذين مُحتمل منهم إيذائي، لستُ حساسةً ولكنني لا أود أستنزاف طاقتي وجُهدي في سبيل شخصٍ ليسَ بدائمٍ لي، ليس الجميع شريك حياة(: أتذكر مرة قد قالت صديقتي التي صرفتُ كل طاقتي عليها في سبيل أن تبقى معي ولأنها رفيقتي الأولى، أتذكر مقولتها الشائعة”بعد التخرج أحذفكن كُلكن” ما دورنا من الإعراب يا فتاة(؛ الحمد لله قد تخلصت منها بعد فترة قصير منذ سنتان، اليوم أنا في الرابعة وجاءتني صديقتي مخذولة ونادمة على صداقتها، لقد جُرحت وحاولت بكل ما فيَّ أن أخفف ولو جزءًا بسيطًا عنها.

لعل هذا العام كان حافلًا بكل ما هو جميل، كنتُ قد وضعتُ كلمته”عام التألق”فـوجدت أنني فعلًا قد تألقت، حتى في أصعب مواقفي التي مررتُ بها، لم أسمح لـبريقي أن ينطفئ أمام من يطمح لأنطفائي، ولم أدعي المثالية والكمال أمام من انطفئ في وجه الحياة، على العكس أنا هنا أحثهم على الأنطفاء متى أرادوا، إذ نحنُ أشبه بالنار التي يُطفأها الماء فـتعود للأشتعال أقوى عند وضع البنزين عليها، نحنُ بحاجة إلى أرادتنا وحسب، لـننطفئ متى شئنا ولكن لـوحدنا، ليس أمام من يطمح لرؤيتنا مخذولين من الحياة.

في هذا العام أنجزت كثيرًا، ولكن قبل تدوين ذلك أحب أن أشكر نفسي على كُل ما قدمته لي وفي سبيل حُبي، مُمتنة لـخطواتي الصغيرة ولـقراراتي كُلها، مُمتنة لكل شيء فعلته سواءَ كان سلبيًا إذ علمني من هي أنا أو إيجابيًا لـيعلمني كيف أستمر وما هو شعور أن تُنجز قليلًا وقليلا، أحب أن أشكر نفسي لـمقارنتها مع ذاتها في الأمس لا معَ غيرها.

الآن سأكتب ما أتذكره من إنجازات وذلك حسب جوانب الحياة بالنسبة لي:

•على الصعيد النفسي:
تعلمتُ الكثير عني وأفتخرت بأنني كما أنا دون أن أدعي المثالية، توقفتُ عن مُقارنة ذاتي مع أشباه المثاليين، والأهم من ذلك توقفتُ عن أتخاذ خطوات غيري ترشيحًا لـخطواتي فقد بدأت العام بأهداف كثيرة مُدونة ولكن مع الوقت وجدتها غير ضرورية، ولأنني كنتُ أعالج نفسي يومًا بعد يوم فقد إتضح لي الكثير من الأشياء التي لا تَنفعني ولا تُسعدني، طبقتُ رسالتي التي أنا عليها وأن لـكُل منا على هذه الأرض رسالة عليه أن يؤديها فقد بُت كلما أصادف أحدهم أهديه رسالتي الإيجابية، الرسالة التي أود أن اتلقاها، بُت أقل تعلقًا بالأشياء والشخوص كافة أولهم عائلتي، أصبحت أكثر هدوءًا مع مواقفي لأن كُل ما يحدث له حكمة إلهية وقد ألتمست معنى ذلك جدًا.

على الصعيد المالي: تعلمتُ عن أسلوب البسطاء قد أعجبني جدًا أن أعتنقه، بُت لا أُقبل على شراء شيء له سعادة لحظية أو للزينة ولا ينفعني، وقد تخلصت من ملابس كثيرة فقط لأجل الراحة النفسية، إدخرت مالًا لا بأس به وأطمح إلى شراء تابلت خاص بي، أبتعدت عن المجوهرات رُغم قلتها لدي، فقد وجدتُني أستخدم ساعتي ومَحبسي وقلادتي بحرف إن، اللذان هُم هدايا أساسًا.

على الصعيد الصحي-الأجتماعي:
-تجاوزت العلاقات السامة والتي كُنت محاطة بها، أصبحتُ أكثر دراية بالعلاقات ومُعاملة البشر بـحُسن أخلاقي فقط.
على الصعيد الصحي-الرقمي:
-إتخذت قرارًا قبل كل شيء ألا أستخدم وسائل التواصل إلا للضرورة، حذفتُ الكثير من الصور وأحتفظت بصوري فقط مع عائلتي، ولكن لو رجعنا لـعد صوري مع زميلاتي لوجدتها معدودة جدًا تحمل نصف وجه لا وجه كاملًا، أشعر بالنقاء فعلًا، إذ هنالك أحداهن التقطنا مرة صورة لنا واليوم هي لا تعرفني ولا تُخالطني، تلك الصورة لا يؤلمني بقائها في هاتفها ولكن لربما تؤلمها هي..، مُختصرًا أصبح هاتفي خفيف الظل وأطمح إلى تغيير كل شيء بعد التخرج، كل شيء(:

على الصعيد الإبداعي-على الهامش:
-دخلتُ عالم البودكاست وأكثر بودكاست أرشحه لك هو “سلسلة الأخلاق-وعي” أنهم صُحبة مميزة، لا تشعر معهم بأنك وحيد بل مُنعزل مع فئة شبابية واعية، تُشاركك وعيها بكل صدق.

-قرأت تسعة وعشرون كتاب وقمتُ بمراجعة خمسة عشر منهم، يُمكنك الأطلاع على حسابي على كودريد، ولكن حقيقة قرأت كتبًا كثيرة فتركتها فيما بعد لمللي منها أو أنها لا تناسب ذائقتي، لذلك لا تعتمد على رأيي الكامل فقد يخونك تعبيري كما خانني تعبير القراء عن الكتب التي تركتها، لكنني واؤكد لك أنني راجعت الكتب بكل حب، دون أي مُبالغة.
-فتحت حسابًا على الأنستغرام ووصلت إلى ألف متابع وقُراء حقيقين لي.
-أقلعت عن مُشاهدة المسلسلات والأفلام منذ شهر مارس، أتابع فيلمًا كل أسبوع ونوعيته تعتمد على قصته.

هذا فقط، أتمنى لك عامًا جميلًا أيها المُزهر

3 ردود على “أقبلَ عامٌ جديد”

  1. أدهشتني كمية الإيجابية في تدوينتك 😄
    سعيدٌ فعلًا بتعرّفي على مدونتك.. 🌼

    Liked by 1 person

    1. أتشرف بحضورك ويُسعدني قراءتك لها حقًا، حقيقة لم أرى تعليقك إلا الآن لذلك عذرًا لتأخري بالرد. 🤍

      إعجاب

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ